الصقر المدير العام
رقم العضوية : 1 الجنس : عدد الهمسات : 523 نقاط : 829 تاريخ التسجيل : 06/12/2011 العمر : 49
| موضوع: رحلة قلم الجمعة يوليو 06, 2012 5:07 pm | |
| قضى عمره متنقلاً بين يد صاحبه وجيب سترته ، حتى
انتهى أمره متدحرجاً على سطح المكتب ، قبل أن يلفظ
أنفاسه الأخيرة لحظة سقوطه في سلة المهملات.
وعند سكرات الموت ، يمر شريط العمر أمام العين ،
وترتسم على الشفاة ابتسامة الخلود...
كان يفتخر بين أقرانه بأنه عصامي ، بدأ مع صاحبه من
نقطة الصفر ِ، وتجرعا معاً مرارة الصبر ونشوة النصر ،
وتذكر سهره معه ليالٍ طوال ، تحمّل فيها العمل لساعاتٍ
دون أن يكل أو يمل ، حتى إذا ما غفى صاحبه من شدة
التعب ِ، سقط بدوره مغشياً عليه وتدثر تحت كومة الورق،
ولكم تحمل ألم اعتصاره بين أنامل صاحبه كلما استعصت
عليه مسألة تجارية ، ولطالما كتم صرخاته تحت أنياب
صاحبه ،لكنه رغم كل هذا كان يشعر بأهميته في كل
اجتماع ، يدون ما يدور في فكر صاحبه كي لا يخذله عند
كتابة عقد أو خطة عمل ،تعلم مع صاحبه مهارة القفز على
الفواصل ، والتوقف عند نهاية السطر دون الإنزلاق عند
النقطة الأخيرة ،كان يشعر بأهميته عنده ويبتسم حين
يصفه بإنه ذات خلوةٍ وأنه حظه السعيد الذي يتفاءل به ،
ويشعر بأنه عزيز القومِ عنده ،حبره النازف كل ليلة
يسعده ويؤرقه في الوقت ذاته ويجعله يعد الأيام المتبقية
له مع صاحبه ، لكنه لم يفكر يوماً بأن هدية تلك الفاتنة
لصاحبه غريماً له ستعجل في نهايته ،مبتسماً في خبثٍ
لحظة أن نسي صاحبه غريمه على سطح المكتب ، شرع
يطالعه بنظراته التي حملت معها فخراً بصاحبه الذي
فضله عليه في موعده الثالث مع تلك الفاتنة في المطعم ،
كان يستمع إلى المذياع في السيارة إلى أغنيةٍ لم يسمعها
قبل الآن ، وظن لوهلةٍ بأن كلماتها تحكي عنه وغريمه ،
وما تبقى من حبره تحت غطاءه الفضي ، حتى لا يراه
صاحبه ، فكأنه يرجو السلامة من قدره المحتوم ولو بعد
حين ،وعند دخولهما المطعم ، رأى فتاة ً عشرينية جمّلت
وجهها ، وتهادت خصلات شعرها على كتفيها العاريتين ،
رآها تبتسم ، وكاد ان يقبّل يدها كما فعل صاحبه حين
صافحها ، لكنه لم يفعل،كان ينظر في عينيها فلا يرى غير
صورة صاحبه تنعكس من خلالها ويرى افتتانه بها
وسعادته التي يرجوها له ،تجمد الحبر بداخله حين بادرته
بالسؤال عن هديتها له ، فأمسك به صاحبه ووضعه على
الطاولة ، وخُيل إليه بأنه سيخبرها عن رحلته وأياه
وسيخبرها عن أول توقيع عقدٍ أبرماه سوياً ، لكن صاحبه
اكتفى بوضعه على الطاولة ولم يعجبه تبريره لها ، بأنه
خصص هديتها لصفقة الغد ،أحياناً يكون الإنتظار اشد
وطأة ً من الموت، فالموت على أي حالٍ راحةٌ أبدية ...
كان يسأل نفسه في طريق العودة إلى المكتب ، ماذا لو ..؟
وتعييه الإجابة ، فيلتزم الصمت، وعند دخوله وصاحبه
المكتب في صباح اليوم الثاني ، كان يرى موته في عين
منافسه على سطح المكتب ..
كان يُذكِّر نفسه في رحلة سقوطه إلى سلة المهملات ، بأن
آخر كلمةٍ كتبها مع صاحبه ، بعد التوقيع ..
| |
|
رغد
الجنس : عدد الهمسات : 51 نقاط : 63 تاريخ التسجيل : 09/12/2011 العمر : 43
| موضوع: رد: رحلة قلم الأحد يوليو 08, 2012 7:14 pm | |
| في كل مجال تكتب نقرأ الروعه ونستمتع بها ...
| |
|