الصابرة شخصيات هامة
الجنس : عدد الهمسات : 189 نقاط : 288 تاريخ التسجيل : 04/01/2012
| موضوع: سوق الجمعة في سفح قاسيون الخميس فبراير 02, 2012 2:01 am | |
| سوق الجمعة </A>من أقدم وأعرق الأسواق في شمال دمشق وقدشُيد في أوائل القرن الماضي حسب( معرفتي) لبيع منتجات المزارعين في البساتين الغناء التي كانت تحيط به من كل جانب .يبدأ من ساحة شمدين في منطقة ركن الدين شرقا وينتهي بمنطقة العفيف سكة غربا و امتداد في سفح قاسيون وأهمية السوقلاتأتي من كونه يبيع كل ما يحتاجه المستهلك وبأسعار رخيصة نسبة إلى باقي الأسواق في دمشقبل لموقعه ضمن كوكبة من الأوابد الأثرية والتاريخية من جوامع ومساجد ومدارس ومعاهد وأسواق وخانات وخوانق وحمامات وزوايا وبيمارستان ونواعير , وأصالة الحياة الشعبية والعادات الاجتماعية والتقاليد المعتمدة فيه على الود والصدق والوفاء والإيمان .إنه من أقدم الأسواق في "دمشق"، يفتح يوم "الجمعة" خلافاً لبقيـّة الأسواق، وما زال قائماً، ويعمل ليلا نهارا على مدار الأسبوع وهذا سبب تسميته بسوق الجمعة </A>كما ويضم عدداّ من أبرز المعالم التاريخية الإسلامية في دمشق و لكثرة الأوابد التاريخية القائمة فيه والتي مازال أغلبها موجودا إلى اليوم .ففيه أضرحة للأولياء ومدارس مازالت شاهدة إلى اليوم على عظمة من شيدها وقيمة آثاره الدينية تضاهي آثار دمشق بغناها ففي بدايته أول ما يقابل الزائر شرقا مجمع أبي النور وهو (الأمير زين الدين أبي سعيد قراجا الناصري الملقب بأبي النور أحد القادة المجاهدين الذين شاركوا في تحرير بيت المقدس من أيدي الفرنجة الصليبيين)وقد كان مسجدا صغيرا تم توسيعه حديثا ليصبح جامعة لعلوم الدين وهناك إلى جنوبه يقع مسجد النابلسي الذي شُيد عند مقام العلامة الصوفي الشيخ عبد الغني النابلسينتقدم بضعة أمتار لنجد في الجهة الشمالية مدرسة الصاحبةوتعرف أيضا باسم مدرسة الحنبلية وهي من المدارس التي لايزال بناؤها قائماً حتى الآن في -حارة رأس العلية- وهي من أكبر المدارس الإسلامية وقد أمرت بإنشائها الصاحبة ربيعة خاتون بنت أيوب أخت ست الشام أخت صلاح الدين، وزوجة مظفر الدين كوكبوري صاحب اربل، عام 628ه، وقد دفنت فيها عندما توفيت عام 643ه ولم تكن المدرسة قد اكتملت بعد. والمدرسة على حد علمي وقف للحنابلة،ثم إلى الجنوب منها تقوم المدرسة العمرية الكبرى التي أسسها الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي المتوفى سنة 607هـ الذي ولد بنابلس
حيث كانت هذه المنطقة تعد أُمَّ النهضة العلمية الرائعة التي قامت في سفح جبل قاسيون عرفت فيما بعد بالصالحية نسبة لصلاح الدين منشئها ،وكثرة العابدين والمتصوفين من أهل الصلاح فيها .كانت نموذجا للمدرسة الجامعة. يمكن من خلالها تصور الحياة العلمية والثقافية في دمشق قبل ثمانية قرون مضت. ومن يعي مدى إسهام (المدرسة العمرية) في نشر العلم والمعرفة والوعي الحضاري في الماضي ثم يأتي لزيارتها في عصرنا يشعر بالأسف كلما رأى ما آلت إليه هذه المدرسة العمرية المشهورة التي كانت من مراكز المعرفة ونورها , ويشعر بالألم العميق بسبب ما حل بهذه المدرسة والمعاهد العلمية والمدارس الكثيرة منذ غزو تيمور عام (1400م) وقد تم مؤخرا طرد المتسلطين عليها , والبدء بترميم مبناها الأثري , للإفادة من هذا المبنى وتوظيفه في الحياة الحديثة كمركز للبحوث الإسلامية , واستعادة الأقسام الشمالية المسلوبة منه في فترات سابقةوعلى مقربة إلى الشمال منه نجد المدرسة الضيائية (في حارة المسكي): اشتهرت هذه المدرسة بفعالياتها العلمية ومكتبتها النفسية...والتي اندثرت الآن وجنوبا نجد المدرسة الحاجبية (عند الموقف الأخير للسيارات في حي الشيخ محي الدين): أنشأها الأمير ناصر سيف الدين محمد بن الأمير مبارك , كانت هذه المدرسة من اجمل مباني الصالحية , وقد حل مبنى حديث محل مبناها القديم الذي تحدث عنه المؤرخون , وعن المباني المجاورة له مثل (حمام الحاجبية)الذي حل محله الآن مسجدا يحمل الاسم نفسه ولنتقدم بضعة مئات من الأمتار لنجد مسجد الشيخ محي الدين ابن عربي العلامة الصوفي أو كما يسمى شيخ العارفين الأندلسي من سلالة حاتم الطائي
وقد شيد المسجد حول ضريحه الذي دفن إلى جواره ولدا الشيخ الأكبر (سعد الدين وعماد الدين) وإلى يمين الضريح قبر (محمود سري باشا صهر الخديوي إسماعيل)وكان إلى جواره قبر (الأمير عبد القادر الجزائري) الذي نقل فيما بعد إلى الجزائر، ويحوي الجامع مكتبة عامرة بمئات الكتب والمخطوطات خاصة التي كتبها الشيخ نفسه وبما أنه كان قائما على ضفة نهر يزيد وهو أحد فروع نهر بردى،فقد زود بناعورة سميت ناعورة الشيخ محي الدين، كانت ترفع المياه إلى الموضأة والمغاسل، وقد سمي الحي الكائن في جنوبه بحي (زقاق )النواعير تيمنا بها . كانت البيوت في هذا الحي رائعة في مرور نهر يزيد حيث يتفرع إلى سواقٍ تترقرق داخل البيوت ...والذي قُضي عليه الآن واندثرت معالمه ليحل محلها أبنية حديثة شاهقة إنه حي صغير في مدينة دمشق وإليكم بعض الصور النادرة ]]
] وقرب الجامع من الجهة الشمالية
تكية سليمانية هي ملاذ للفقراء والغرباء، والتي مازالت قائمة إلى اليوم وتوزع فيها أسبوعيا هريسة القمح مع اللحم للفقراء تعرف بــ (شوربة الشيخ محي الدين ) ثم يقابل جامع الشيخ محي الدين حي يسمى بحي الشيخ قيمر الذي أخذ اسمه من البيمارستان القيمري للأمير سيف الدين أبي الحسن القيمري (646 هـ -655 هـ) , وتأتي أهمية هذا البيمارستان القيمري في الخدمات الطبية المتميزة وعلاج الرجال والنساء باهتمام كبير ...الذي أضحى الآن في حال يرثى لها لإهمال القائمين على حفظ الأوابد ونتقدم إلى الأمام لنجد مقبرة التغالبة والتي يسمى الحي باسمها فقد قطنها التغلبيون قبل الإسلام .وقد دفن فيها الشيخ محمد التغلبي محمد بن الشيخ علي التغلبي الشيباني الصالحي، شيخ طريقة التغلبية بقرية المعظمية.
إن كثرة المدارس في الحي الجنوبي للسوق تفسر أسباب تسمية أحد أحيائه باسم )حي المدارس إني أرى طفولتي بين حواري هذا الحي أذكرني طفلة بضفيرتين وشرائط حمراء تنتظر دورها عند عزت الدبش كي تشتري صورا جميلة تزين بها كراريس مدرسة الأمل الابتدائية
الذي يقبع في مقدمته الجامع الجديد (قرب الشركسية ):لقد كان في ما مضى مدرسة أسستها عصمت الدين خاتون بنت معين الدين أنر , زوجة السلطان نور الدين محمود زنكي الذي بعد وفاته غدت زوجة السلطان صلاح الدين الأيوبي , ثم توسع المبنى , وغدا جامعا عرف بالجامع الجديد .وإلى الشمال في الجهة المقابلة لحي المدارس كانت هناك مراكز لحياكة البسط الشعبية والشراشف الدمشقية إلى الجنوب منه يقع حمّام المقدّم". وهو حمام أثري يقال أنه تم بناؤه في القرن السادس عشر
وقد ذكره ابن طولون في "القلائد الجوهرية" وخضع حديثاً لجملة تبديلات تناولت أغلب أقسامه.وكان قديما يتزود بالماء من نهر يزيد الذي كان أيضا يمر بين أحياء وبيوت حارة الحمام القديمة أما الآن وبعد جفاف النهر ...................ثم إلى الشمال وقبل وصولنا إلى منطقة الشركسية هناك ضريح "أبو بكر العرودكي" الذي عاش في الحي ودفن فيه، وقد شيد له ضريح ومقامولنتقدم أكثر لنجد حي الشركسية بالاسم الدارج والصحيح :هو الجركسية نسبة إلى المدرسة الجهاركسية للأمير جهاركس العادلي الذي كان من أمراء الأيوبيين , تتميز بمجموعتها المعمارية الجميلة تعلوها قبتان جميلتان ولم يبق من آثار الجراكسة سوى جامع صغير بسيط وقبتا المدفن الخربتان والتي يقبع تحت إحداها ضريح الأمير الأيوبي ثم بعد ذلك تقابلنا المدرسة الاثابكية في غرب دار الحديث الأشرفية المقدسية: أنشأتها تركان خاتون زوجة الملك الأشرف موسى .وما زال مسجد التابكية قائما إلى اليوموإلى الغرب من الاثابكية قامت دار الحديث الأشرفية البرانية التي أنشأها الملك الأشرف مظفر الدين موسى بن الملك العادل أبي بكر أيوب وبالقرب منها ومازال مسجد التابكية قائما إلى اليوم ثم إلى الغرب منه كانت المدرسة المرشدية التي أنشأتها خديجة خاتون بنت الملك المعظم شرف الدين عيسى بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر .هنا تنتهي رحلتنا في سوق الجمعة </A>في منطقة السكة ...والتي يقال أنها سميت بهذا لأن نهاية سكة التران كانت قديما عند هذه النقطة ...والله أعلم لي ذكريات مع هذا السوق العتيق ...بين أزقته الضيقة أشم عبق الماضي وحميمية أهل الصالحية التي تكاد بيوتها تتلاصق وكأنها في عناق دائم مع الحياة . ذكريات تفوح منها رائحة صابون الغار الحلبي والطرابة الحلبية بين مقصورات حمام المقدّم ..وعرائس الزيت والزعتر بالخبز التنور مع البخار المتصاعد من أجسامنا الصغيرة في ذاك الحين ،كم أحن لهاتيك الأيام ببساطتها وعفويتها ...وما زلت أقصد المكان بين الفينة والفينة لأشم رائعة من فارقوا ورحلوا بين جدران البيوت الطينية التي أصبحت اليوم نسياَ من الماضي | |
|
الصقر المدير العام
رقم العضوية : 1 الجنس : عدد الهمسات : 523 نقاط : 829 تاريخ التسجيل : 06/12/2011 العمر : 49
| موضوع: رد: سوق الجمعة في سفح قاسيون الخميس فبراير 02, 2012 12:56 pm | |
| سيدتي ...
في كل ركن من سوريا وفي كل حجر قصة حضارات عايشها
جدودنا وأسلافنا ...
مشكورة على الموضوع والصور وحفظك الله من كل سوء ... | |
|