اقترب سقوط الورقة الأخيرة...
سأغادرك أيها العام غير آسف
فيك تلعثمت الكلمات في حلقي
... وارتشفت الأسى من أحبتي
ما كنتُ أعرف أنني سأُباع للنخاس يوماً
... ... ... ولكني قيك عرفت هذا وأكثر منه
فيك تقطعت أوصال ياسميني الشامي النقي
وسافرت عبر قوافيّ البائسة
وضمن أوراقك كتبت أروع البوح البائس
وغلفته بصوري وأوزاني وأحمالي
كرمى لعينيك زرعت نبتة ياسمين في شرفة بيتي
فما عادت النفس تتوق لرؤية
حدائق الورود
وما عاد في الصدر متسع لزفرة جديدة
كم جبتُ بلاداً
وعاشرت عباداً
وصنعت أمجاداً
وعجنت وداداً
فانقلب عليّ كل ذلك أصفاداً
فقط لأنني تجرأت عليك أيها القلب
وطلبت دفأك في هذا العام ذي الواحدين
قبل أن اقتلع أوراقك الأخيرة
يحزّ في نفسي أن أودعك بهذا الجفاء
كيلا تنهار أحلام القادم الجديد
في الحلق غصة لا أتمناها لمن زرعها بجوفي
لكنها غصة بطعم الشوك الذي أدمى حروفي الوردية
قد نلتقي
قد لا نلتقي
ليس ذا المهم
فقبل كل الأشياء تلك
لنمسح الجور عن ياسميننا الأجوف الباهت اللون
قبل أن تداهمنا عوادي الزمن
فنستحق ما زرعنا من بؤس وشقاء ويأس
في قلوب من أحبونا واحببناهم
أيها المسافر القاتم
يا من حملت في طياتك أحزاني
كن رقيقاً بغيري
كما لم تكن معي
فقد كرهت ثوانيك في أوصالي