طلب المجلس الاستشاري العلمي الوطني الأميركي للأمن البيولوجي من مجلتين علميتين عدم نشر تفاصيل بشأن اختبارات طبية حيوية خوفاً من استغلالها من قبل "الإرهابيين" لأول مرة في تاريخه.
وأوردت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية أن العلماء صنعوا من خلال الاختبارات التي أجروها في الولايات المتحدة وهولندا، نوعاً قاتلاً من فيروس أنفلونزا الطيور سريع الانتشار، لا ينتقل بشكل طبيعي من شخص إلى آخر، وبسبب سرعة عدواه يمكن انتشاره في أنحاء العالم.
وطلب المجلس الاستشاري الأميركي طلب من مجلتي (ساينس) و(ناتشر)، عدم نشر بعض التفاصيل في التقارير التي تنوي نشرها عن البحث، لتخوفه من إمكانية أن تستخدم هذه المعلومات من قبل "الإرهابيين" لخلق فيروسات أنفلونزا الطيور من نوع مميت وسريع الانتشار والتسبب بأوبئة.
وأفاد المجلس أنه ينبغي نشر النتائج، لكن "ليس تفاصيل الاختبارات وبيانات الطفرة التي قد تمكّن من إجراء نسخ مماثلة عن التجارب".
وأوضحت الصحيفة أنه ليس بإمكان المجلس إجبار المجلتين على ذلك، لكن رئيس تحرير مجلة (ساينس) بروس البرتس لفت إلى أن المجلة ستأخذ التوصيات بجدية وقد تمتنع عن نشر بعض المعلومات حول التجارب، لكن فقط إن وضعت الحكومة نظاماً يقدّم المعلومات الناقصة إلى العلماء الشرعيين الذين يحتاجونها حول العالم.
وأضاف البرتس "لا أدعو هذا سياسة رقابة.. إنها محاولة المجتمع العلمي أن يكون مسؤولاً" لافتاً إلى وجود سبب مشروع للقلق بشأن وقوع تقنيات الباحثين بين الأيدي الخاطئة.
وتابع البرتس أن "هذه النتائج تظهر سهولة تطوير هذا الفيروس إلى حد خطير جداً حيث بإمكانه أن ينتشر في الهواء بطريقة لم تعرف سابقاً".
ومن جهته, تحدث المحرر في مجلة (نايتشر) فيليب كامبل، عن قلق بشأن الامتناع عن نشر معلومات قد تكون مهمة للصحة العامة مشيراً إلى أن المجلة تجري استشارات وثيقة مع المجلس الاستشاري الأميركي.
وأشار عالم الأحياء والعضو في المجلس الاستشاري الأميركي، ديفيد فرانز، "قلقي هو عدم إعطاء الهواة أو الإرهابيين معلومات يمكن أن تجعلهم يقومون بشيء يمكن حقاً أن يتسبب بكثير من الأذى".