dr.sweet عضو ماسي
الجنس : عدد الهمسات : 2187 نقاط : 4681 تاريخ التسجيل : 09/12/2011 العمر : 31 الموقع : حلـــــب ..
| موضوع: الحلبيون يتكلمون السريانية.. الأربعاء ديسمبر 21, 2011 9:29 pm | |
| كان سكان حلب قبل الفتح الاسلامي ، سوريانيون ، يتكلمون اللغة السوريانية ، التي تعتبر ابنة الارامية ، هذه اللغة التي تكلمها السيد المسيح ، وهي لغة الانجيل ، والتي انتشرت جغرافيا فتكلمها اهل بلاد الشام وبلاد الرافدين واهل بلاد النيل (مصر الحالية) وتكلمها الفرس في فترة من الفترات ، وتعتبر هذه اللغة تؤام اللغة العربية . وصمدت هذه اللغة امام لغات الغزاة الفرس واليونان والروم لبلاد الشام ، ولكن بعد الفتح الاسلامي تضاءل استعمال هذه اللغة واقتصرت على قرى محدودة كمعلولا وجبعدين ، وعلى رجال الدين من الطائفة السريانية في الكنائس ، وبقيت بقاياها في الكلام الذي يتناقله الناس في حياتهم اليومية . أورد نصا اغلب كلماته سوريانية ، وفقا للمعجم السورياني ، وهي الكلمات التي وضعت بين قوسين : ـ قام يوسف ليلبس ، (بحبش عالتاسومة واكلت معو ) الشغلة نص ساعة ، وما لاقى غير (الاسكربينه ) ، (بعق ) لأموا : صاير منظري (هردبشت ) ، و(عبيتمقلسوا ) علي رفقاتي ، ما (عبتطسي ) منظري . ـ قالتلو امه : حاج(تنق ) ، (التوك ) منك ، مو من رفقاتك ، بدك (تتبهنك و تتبهور وتجخ) وانت لسا (تلميذ ) ، بقا لما تصير (زلمه ) اش بتساوي ، ( انجوق) رفقاتك وحاج ( تكر وتتسهسك ) معون ، (الصوج ) علي عطيتك وج ، استنى شوي (بلكي) بنزل بسوم لك ( كلاش ) ، مفكر حالك (حربوق ) ، خرج تشتري لحالك ، ( أشكرة ) بيضحكوا عليك ، أصلا مبين (طشم ، وتنح ) .(ردحلا ) وقال : (اتاري ، عبتخاوزي ) بيني وبين اخواتي البنات ، هنن بس ، بتاخدين (تش وبتزوزقين ) ، (مرستقين ) حالكون مع بعض ، بدي اشكيك لابوي . قالتلو : حاج (تأنكل وتضرب عونطا وتفسفس ) لابوك ، ( اصطفل ) ، بدي اقولو عبتشرب ( تتن ) ، وانو القصة (كيت كيت) .قام ( تعشبق) فيا ، و (غبق) ، و(مجق) ايدا ، و(شلح) تيابه و (زتون، وتكمكر ) ، وقالا : دخيلك والله ( بسرجلني( وهذا النص مفهوم تماما للحلبيين وسوف اشرح بعض الكلمات التي وردت فيه بالفصحى لنلاحظ الفرق : التاسومة والاسكربينة : من انواع الاحذية . اكلت معو : أي استغرق . هردبشت : معدوم الاناقة . عبيتمقلس : يسخر . عبتطس : ترى . التوك : الخطأ. تتبهنك و تتبهور وتجخ : تسرف في الصرف وتتظاهر وتنفق بلا طائل . انجوق : دع . عبتخاوز : تنحاز لجهة دون اخرى . مرستقين : اموره مضبوطة ومستقرة . مجق : قبل من القبلة . اما اسم مدينة حلب فهو اسم سورياني بحت و يعني المدينة البيضاء ، فكلمة حلب تعني الابيض بالسوريانية . وينفرد السوريانيون بتسمية الحليب حليبا بسبب بياضه ، بينما نرى ان بقية البلدان العربية تسميه لبنا . وبما ان حلب مميزة بالحجارة الكلسية البيضاء ، فقد سميت المدينة البيضاء . اما كلمة الشهباء فهي كلمة عربية اضافها العرب الى اسم حلب ، و شهباء تعني الابيض بالعربية ، وذلك بقصد تفسير معنى كلمة حلب السوريانية . والرواية المشهورة أن إبراهيم الخليل عليه السلام كان لديه بقرة اسمها الشهباء ، وكان يجلس في قلعة حلب ، ويقوم بحلب البقرة فينادي الناس ( حلب الشهباء ) ، ويتسابقون لشرب حليبها ، وهي رواية مهزوزة ، لا دليل تاريخي لها . فلا يمكن أن يسمي إبراهيم الخليل بقرته الشهباء ، وهو كما يجمع المؤرخون لم يكن يتكلم العربية ، وإنما الآرامية أو السريانية . ومن الأسماء ذات الاصل السورياني ، والتي تحملها العائلات الحلبية الحالية : برمدا : وتعني الابن الشارد او ابن المدى ، و داديخي : وتعني العم ، وقطريب : وتعني ابن زوج المرأة ، وصلاحية : وتعني الصحن الفخار الكبير ، وعويرة : تعني المعبر ، ومارتيني : مار تعني السيد و تيني هو التين أي سيد التين ، وقرداحي : تعني الحداد الذي يتعامل مع الحديد والاسلحة من سيوف وغيرها ، وكيروز أو قيروز : تعني الواعظ ، ونوفل : تعني الهابط ، وشحرور : تعني الأسود ، وجوبي : من يعمل بالآبار والجباب ، والشياح : من يعمل بالتذويب ، وتوما : من التؤام . ومن الاحياء القديمة في حلب والتي تحمل اسماء سوريانية : يقول الحلبيون ( بحسيتا اللي ما نسيتا ) ، وبحسيتا هو اسم حي مشهور لدى الحلبيون ، كانت فيه دور البغاء المرخصة رسميا ، والتي ألغي ترخيصها في خمسينيات القرن الماضي ، ونقلت إلى حي الجورة في دير الزور وقتها . ويوجد حالياً لوحة رخامية جديدة معلقة في مدخل حي باحسيتا ، تهدف الى شرح مصدر التسمية ، وتقول هذه اللافتة أن سبب التسمية يعود الى شخص اسمه(سيتا) باح بسر ما ، فسمي الحي ( باح سيتا) . وهذا خطا فادح ، فحسيتا بالسوريانية تعني المغفرة والطهارة ، و با تعني بيت ، ويكون معنى الكلمة ( بيت الطهارة والمغفرة ) ، ويبدو أن معبداً أو مكانا مقدسا كان في ذلك الحي ، و لذلك سمي بهذا الاسم حينها . أما حي بانقوسا فهو بالسوريانية بيت الناقوس ، والناقوس هو جرس الكنيسة ، ويبدو أن كنيسة كانت موجودة هناك فسمي الحي بهذا الاسم ، على خلاف بعض التفاسير التي تقول أن الاسم يعني (بان قوسها). و من أسماء الأحياء أيضا الجلوم : التي تعني مكان جز صوف المواشي ، والمعادي : ومعناها التزعزع والارتجاج و يبدو أنها كانت منطقة زلقة ، والنيرب : ومعناها المنبسط من الأرض أو الوادي طريق الماء ، وجبرين : تأتي من جبرا وهو الرجل ، والشقيف : تعني الأرض الحجرية ، وقنسرين : تعني عش النسور ، وميسلون:تعني مسيل الماء، والعرقوب : وهو كعب الرجل . و على سبيل الطرافة إليك نصاً يتكلمه الحلبيون يومياً في تعاملاتهم ، و أغلبه باللغة السوريانية باللهجة الحلبية مع القليل من التعابير العربية : ( أول ما جهجه الضو ، اجا يوسف ليشطف البيت ، منشان البق ، سكّر باب الصئاء ، شلح الشحاطة منشان ما يجقجق ، و جرجر الكراسي و أصيص الزريعة ، تكتك شلون بدو يشطف ، بحبش شوي ، دندل الزنبيل و شقل المي من الجب ، سخنا عالنار لبقبقت و بربقت ، و كتا بالحوش الجواني بالطاسة لانو ما عندن قسطل و صهريج و خرطوم ، و دعك الارض منيح من الزفر لانو دبقة ، فك الكمر ليترحرح و شلح الشلحة ، منشان ما تتشحور ، و شلفا وراه ، و فشّخ فوق المي ، و دقّر شوي ، و بعدين نط ، تفشكل بكومة دف ، و انطبش جواتا، طبشة قاتولية ، و انجرحت ايدو واوا ، حشّك ، و بعق و جعّر آخ يا يامو ، يا يابو ، اجت امه و بإيدا الطواية و الشمشاية ، و قالتلو يي يي ، ليش عبتحركش و تنكّش ، متل البوبو ،كنت امسوك الدربزون ، اش معمصة عيونك و مفشفش ، بروك عالبرطوش ، و تلقح عالزيق ، و حاج تطرطق و تفرتّك ، دحتّه دحة ، و جابت لو شقفة شرشوطة و ربطتا ، بعد ما خسلتا بالمي ، و طرطشت تنورتا ، و قالتلو قوم تغندر ، هادا كلو لقش و لعي سورياني حلبي ) و طبعا النص مفهوم تماما لأهل حلب ، و هو يعني : عند طلوع الضوء و إشراق الصباح ، أراد يوسف أن يغسل بيته لوجود الناموس ، أغلق باب الدار ، و خلع حذائه لئلا يدوس فوق الماء و يلوث الأرض ، و أزاح المقاعد و أحواض الزرع ،خطط طريقة الغسل ، بحث قليلا ، و رفع الماء من البئر ، و قام بتسخينها حتى تعالى صوت غليانها و صبها في ارض الدار بالوعاء ، لعدم وجود خزان ماء و أنابيب في منزلهم ، و حف الأرض المتسخة و الدبقة ، وخلع حزامه و لباسا يرتديه و رماه خلفه ، خشية أن يتسخ بالهباب الأسود ، ليكون لباسه فضفاضا، ثم تمهل قليلا و بعدها قفز فوق الماء ، فتعثر بكومة أخشاب ، و سقط سقطة أليمة و جرحت يده ، شتم و نادى : يا أماه يا أبتاه ، فجاءت أمه و بيدها وعاء الطبخ و ملعقة كبيرة ، و قالت : واه ، لماذا تبحث بين الأغراض مثل الأطفال الصغار ، كان يجب أن تمسك بالسور الحديدي ، و هل عيناك مغمضتان و قواك ضعيفة ، اجلس على عتبة الباب و تنحى جانبا ، و ضربته ، وجلبت له قطعة قماش و ربطتها بعد غسلها بالماء ، و تناثر الماء فأصاب رداءها ، و قالت له هيا قم فامشي متبخترا ، كل هذا الكلام باللغة السوريانية الحلبية. و الفرق واضح بين التعابير الواردة في النص الأول و الواردة في النص الثاني الشارح لها ، فأغلب الكلمات في النص الأول هي كلمات سوريانية بلهجة حلبية ،يتداولها الحلبيون دون علمهم بذلك . و في هذه الايام يُنظر لمن يستعمل هذه الالفاظ شذراً ، مع أنها ألفاظ متحدرة من لغة قديمة عريقة ، عمرها ألاف السنين . و هي اللغة التي كانت سائدة قبل الفتح العربي الإسلامي لبلاد الشام ، و قد تمازجت و اختلطت مع اللغة العربية الفصحى ، فكانت لغة الشعب ، بينما كانت اللغة العربية الفصحى هي لغة رجال البلاط و رجال الدين و العلماء و الشعراء. و أخيراً ان اللغة السوريانية عمت و انتشرت ، و تكلم بها المواطنون العموريون و أحفادهم الآراميون و جيرانهم الكنعانيون و فرعهم الفينيقيون ، و اخوتهم الآثوريون و منهم الكلدان و العقادون ( الاكاديون ) ، و وصلت الى بلاد الاقباط في مصر الحالية . تكلموا جميعا بلهجات مختلفة ، و لكن بلغة واحدة . و تكلم بها المواطنون السوريون تحت الحكم الفارسي ، فدخلت مفرداتها اللغة الفارسية ، و اخيرا تمازجت هذه اللغة مع اختها العربية ، و نتجت اللغة التي تسمى عندنا بالعامية ، لان عموم الناس تتكلم بها | |
|