مللتك بذاك المعطف .. اخلعه .. أشتهي أن أراك

بدت كالطفلة التي أمسكت بيد والدها عند عودتها من المدرسة

تخبره عن يومها .. تثرثر بلا ملل .. عنه .. وعنها .. عن حياتها بدونه ..

أما هو .. فقد اتكأ على ذراع الكرسي .. مسنداً رأسه على يدهِ يتأملها ..

لو كان بوده .. لأدخلها إلى جوفه ..

سرح بخياله بعيداً .. حيث الحلم .. والنهايات السعيدة ..

تعابيرُ جامدة ..تتكلم .. فيسمع ..تسألهُ .. فيهز رأسَه مجاوباً ..

تضحك .. فيبتسِم ..حارت الكلمات .. وتلاشت الحروف ..

واختفى الهمس .. وأصبح صمت الكلام سيد المكان ..

التفتت إليه .. تبحث في ثنايا وجهه عن ملامح .. لكن ..

دون جدوى .. وجه خال ٍ من التعابير .

وجسدٌ منهك .. انسلت من بين ثناياه .. روح قد أجهدها

المكوث خلف قضبان الصبر ..

أخذت تراقب شروده المتجمد .. يتآكله القلق ..

أمسكت يده الدافئة .. واحتوتها بين يديها الصغيرتان ..

همست له : " ما بالك حبيبي..؟ "

رمش بعينه مراراً .. وكأنه أفاق من غيبوبة ..

أحاطها بذراعيه .. وبكل دفء وحنان .. جعل رأسها على صدره ..

وأخذ يعبث بخصلات شعرها متمتماً بأحرف من بين شفتيه

.. بتنهدات مكتومة .." لا شيء عزيزتي .. لا شيء .. "

لكن في حناياه .. تسمع حكاية شتاء قاااسية ..

وتنهدات عشق أنهكها القدر ..

بعدت رأسها بكل هدوء ونظرت في عينيه بريق لم تفهمه ..

يذيب مشاعرها .. يبعثرها .. ويأسرها ..

أقسم بأني مللتكَ مللتكَ ألم تمل نفسك ?وقد شقت الكون بكلماتها هذه ..

نظر إليها بدهشة .. تزاحمت الحروف .. كلمات جعلته يدور

تائهاً حول نفسه ..وقد انعقد لسانه ..

تهاوى طريح الصدمة .. يبحث عن مخرج .. يكاد يختنق ..

وكأن صخرة جثت على صدره ..

أخذ يلملم الحروف .. ويصفها ويرتبها .. ويسألها بصوت مخنوق ..

وأنفاسه تسابقه .. :" أنا .. !! مالذي فعلته أخبريني..!؟؟ "

أجابته بكل هدوء ..:

" مللتك بذاك المعطف .. ألم تمله..!؟ اخلعه .. أشتاق أن

أغرق في زوايا جسدك .. "

علامات الاستفهام ملأت أرجاء المكان .. وعلامات التعجب تلفه

عن يمينه وشماله فزادت حيرته وارتباكه .. " لم أفهم ..!

أكاد لا أعرفك بهذا المعطف .. !؟؟

ولماذا تلف ابتسامتك بوشاح الصمت ..!؟

اخلعه بسرعة أشتهي أن أرى شفتيك عارية أن أثمل من مائها

رمقها بنظرات قد شلت حركته يحدث نفسه : ما الذي دهاها..؟

لا بد أنها قد جنت "

تابعت : ثم ما كل هذه الخردة التي تحتفظ بها في جيبك ..!؟

دست يدها في جيب معطفه بخفة.. تتحسس أشياء كثيرة

تدخل يدها الصغيرة وتخرجها فارغة ..تلوح بها في

الهواء بشدة وكأنها ترمي بشيء خلف ظهرها..

ملل .. وهم .. يأس .. جنون .. قيود ..!!

أغرورقت عيناها بالدموع ..

أحقا تلزمك هذه الخردة .. ألم تثقل كاهلك ..؟؟

أخرج هذه القيود من جيوبك واخلع عنك معطف اليأس ..

يكفيك ما أثقلتني به من هم .. أم نسيت أن الروح واحدة ..!؟

دع الأمل يتسكع في زوايا جسدك وارتد الأمل وشاحاً والإرادة قبعة ..

أقسم أني مللت .. لم أعد أميزك .. بت لا أعرفك بهذا الرداء ..!

التفت إليها مبتسماً .. وأخذها في أحضانه .. يتنفسها بين رئتيه ..

همس لها وعبراته تخنقه:

أخاف رحيلكِ للأبد .. أخاف تلاشي حلمنا .. كلما قربت

حافة فنجاني الى شفتي أشتهيك .. ولا أتذوق إلا مرارة

بعدك في أحشائها .. ماذا أفعل ..!؟ أخبريني ..ما الحل..؟

أحس بأني أتنفس ُ الاختناق وذاك الأمل يرفضني يرفضني وبشدة

تعبت حمل الأشواق أمتعة في مطارات الزمان ..

والبعد أنهك جسدي الهزيل .. لطالما وددت إخبارك بذلك ..

ولكن لا أريد اغتصاب البسمة من شفتاك ..هي كل ما أملك

نظرت إليه مبتسمة .. أيا أنت .. أنا قدرك .. لا سبيل للفرار مني ..

أترى تلك النجمة هناك ..!

أرى حلمنا كل ليلة يعانقها .. ويصافح السماء ..

ويسامر القمر حتى تتدلى خيوط الفجر لتعانق صباحي ..

فيحتضن الشمس منذ بزوغها .. ويرسم ألوان الطيف

دروباً .. ليكمل رقصته .. عش وهم حلمنا .. إن كنت تعتبره

مستحيلاً .. ولكن أخرج يداك من جيبك .. حتى لا تضيع

في ثنايا الزمن المجهول فحلمنا سلم لن تستطيع تسلقه ما دامت يداك

في جيبك .. وإذا لم نصل اليوم .. فهناك دوماً الغد ..

dr.sweet كتب:

ثانكس دكتورة سويت كلك ذوق

حلو كتير شهد ..

مودتي