أنديرا غاندي

موضوع: أنديرا غاندي الأربعاء يناير 18, 2012 4:45 pm

رغم كل الصعوبات التي كانت تواجهها
المرأة في الحياة السياسية والوصول للمناصب العليا وكسب الرأي العام
والتأييد إستطاعت المرأة الهندية أنديرا غاندي أن تصبح أول رئيسة للوزراء
في الهند سنة 1966 لتدخل قائمة النساء الرؤساء القلائل في تلك المرحلة
خاصة أن فترة السبعينات والثمانينات شهدت مطالبات التحرر للمرأة في الغرب
والوصول الى هكذا مناصب سياسية مهمة محلياً وعالمياً، فبعد سنتين من وفاة
والدها جواهر لال نهرو 1964 الذي كان بدوره رئيساً للوزراء في الهند
وتبوأ مناصب سياسية مهمة، إستطاعت أن تحصد كرسي رئاسة الوزراء وبكل جدارة
وديمقراطية حيث أتت نتائج التصويت إيجابية لها وخاصة عندما تم إنتخابها
للمرة الثانية أيضاً في اضخم انتخابات ديمقراطية تشهدها الهند في تاريخها
كله؛ فقد صوت فيها ما لا يقل عن 150 مليون مواطن ومواطنة. وكانت النتيجة
نجاحاً ساحقاً لانديرا غاندي وحزبها، واصبحت اقوى رئيس وزراء شهدته الهند
منذ الاستقلال. والواقع انه حتى والدها لم يحظ بكل هذه الصلاحيات
والسلطات.
أنديرا غاندي ولدت في 19 تشرين الثاني 1916 عاشت ظروف صعبة في حياتها،
فقدت زوجها فيروز غاندي في عمر مبكر ومن بعدها فقدت والدها أشهر زعيم حكم
الهند الى أن وصلت للمأساة الكبرى حيث توفي إبنها البكر سانجي وفي ظروف
ملتبسة، رغم كل هذه الأحداث المأساوية لم تضعف بل إزدادت إيماناً بقوتها
كإمرأة في القيادة وتقديم الأفضل للهند وحكمتها في مواجهة المصاعب والمشاكل
داخل الهند حيث عمت المظاهرات والإعتصامات بعد وفاة زعيم السيخ الروحي
سانت بيندرا أثر الخلافات بينه وبين الحكومة الهندية برئاسة أنديرا، ما نتج
عنه حملة الإعتقالات للعديد من أتباع السيخ والمشاركين بالمعارضة
للحكومة. الى أن أتى يوم 31 تشرين الأول سنة 1984 غدرت المرأة الأقوى في
الهند التي كانت تردد دائماً قول "الغفران شيمة الشجعان" طعنت في الظهر
ومن أقرب الناس لها المفترض أن يحموها بحياتهم من قبل حراسها الشخصيين
المنتمين للسيخ حراسها الذين لم يستطيعوا الغفران لها على قراراتها
وأوامرها بحق السيخ وكانوا شجعاناً ولكن بطريقة معكوسة، لم تحسب أنديرا
أنها ستصل الى هذا الحد من الشجاعة بالإنقلاب، واستقبلت رصاصات الإغتيال
في صدرها الرحب الذي إستوعب الهند ومشاكل شعبه في أحلك المراحل إضطراباً،
ما أدى الى وفاتها فوراً.